الكلية الإفريقية للدراسات الإسلامية

الخلفية التاريخية والنشأة:

قد لوحظ أن العديد من أبناء السنغال المستعربين ينهون دراستهم الثانوية كل عام، وقليل منهم من يجد فرصة لمواصلة التعليم العالي، مما يجبرهم على البحث عن عمل في قطاعات أخرى خارج إطار التعليم أو يسعون لفتح مدارس ابتدائية صغيرة يمارسون فيها ما تعلموه في التعليم العام، علما بأن الذين توقفت دراستهم عند الثانوية فقط قد لا ينجحون  – في غالب الأحيان – في إدارة مدرسة أو تدريب جيل قادر على خدمة بلدهم في مجال التدريس والتعليم، للإسهام في دفع عجلة تقدم وتنمية بلدهم على الوجه الأكمل والأتمّ.

وانطلاقا من هذه الملاحظة قد اتخذنا قرار بإنشاء مؤسسة تعليمية عربية أهلية عليا، يجد فيها المستعربون من حاملي شهادة البكالوريا فرصة لمواصلة تعليمهم العالي في تخصص الدراسات الإسلامية واللغة العربية، بالإضافة إلى تضمين المنهج اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية كتقنيات الإدارة والكمبيوتر وغير ذلك.

وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بتوفير الإمكانات المادية الأساسية، شرعنا في إنجاز هذه المهمة العظيمة التي ألقيناها على عاتقنا، والتي قد تسهم -بإذن الله – في حل مشكلة تربوية عانى منها شريحة مهمة من أبناء هذا الوطن البواسل.

افتتحت الكلية أبوابها لأول مرة في العام الدراسي 2001/2002 بدفعة مكوّنة من 30 طالبًا يدرسون مجّانا، ومنذ ذلك الحين لم تقم الكلية بقبول طلاب جدد طوال فترة التجربة الأولى، وبعد إكمال هذه الفترة بدأت الكلية في تنفيذ خطة عملها لقبول عشرات الطلاب كل عام، وكان الهدف من فترة التجربة هو النظر في مدى إمكانية تقديم التعليم للطلاب مجانا، ولكن الظروف آنذاك لم تساعد على الاستمرار على هذا النهج، ولذا بدأت الكلية في المراحل اللاحقة بفرض رسم رمزي سنوي يسهم في دعم الكلية لمواصلة رسالتها السامية.

وتأتي الكلية لتسهم في تكوين علماء أكفاء قادرين على حملة الرسالة الإسلامية الصحيحة ونشرها بين المسلمين السنغاليين ومسلمي الدول المجاورة، مع تصحيح الوهم بأنه لا يمكن إكمال التعليم الجامعي الإسلامي إلا في الخارج.

بدأت الكلية في مبنى مستأجر يقع في منطقة برسل أسن – وحدة 15  واستمرت هناك حتى عام 2006 عندما افتتحت مقرها الجديد الموجود في بكين، وقد حضر حفل افتتاح المقر الجديد مسؤولون وشخصيات كبار وحشد من المواطنين.